حوار جميل جداً وهادف مع ابليس -أعوذ بالله منه -
ليبين لنا ما لهذا الأخير من أشرّ الأثر على بني آدم.
ولكن لأ ادري لما أستوقفتني كلمة (شكراً إبليس).
لأصدقكم القول , لولاها بعد اللـه لما قرأت المقال
ولم يكن ليلفت انتباهي.
فكيف لي أن أشكر ابليس بعد أن أُمِرت بالإستعاذه منه!!
اليس الشكر معنى جميل يرتقي على أن يقال لمن هم على شاكلة ابليس؟
ــ شكرا يا إبليس لأنك علمتني قبح الكبر والعناد ...
فحوارك مع الله سبحانه وإصرارك على عدم السجود لآدم أظهر لي
كم أن العناد هو ضرب من ضروب الغباء!
ترى الله أمامك يا إبليس وتكلمه بدون ترجمان ثم عندما يأمرك بأن تسجد لآدم
تأخذك العزة بالإثم وتبدأ بالتبرير والتحليل القبيح!
فبأي منطق استنتجت أن النار خير من الطين لتمتنع عن السجود
وأنت تعلم أن الذي خلقهما (النار والطين) هو الذي يأمرك بالسجود!!
ولكنه العناد الأعمى... فشكرا.
ــ شكرا يا إبليس لأنك علمتني مدى حلم الله وكرمه..
فعلى الرغم من جحودك إلا أنك عندما طلبت من الله المهلة
(قال أنظرني إلى يوم يبعثون) أمهلك الله كما تريد (قال إنك من المنظرين)
فيا لكرم الله وحلمه وصبره...
ــ شكرا يا إبليس لأنك علمتني أن هنالك من سيستخدم الدين
ويستخدم اسم الله في الاحتيال على الناس فحين أقسمت بالله كذبا
لتغوي آدم وحواء (وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين)
تعلمت أنه ليس كل من يقسم صادقاً وليس كل من ينصح أميناً
فعملتني الحذر في التعامل مع الناس فشكرا لك...
ــ شكرا يا إبليس لأنك علمتني الحذر من أن أغتر بعبادتي!
فبعد أن كنت أنت أقرب عباد الله لله وأكثرهم عبادة
حتى إنه قيل لا يوجد في الأرض والسماوات موطئ قدم إلا لك فيه سجدة لله
تعالى...فاغتررت بعبادتك وانتكست والعياذ بالله..
فشكرا لأنك علمتني أن العبادة التي تولد الغرور هي شر يورد إلى الهلاك..
ــ شكرا يا إبليس لأنك علمتني أن الحسد يأكل الحسنات أكلا!
فما معنى عدم سجودك لآدم إلا الحسد الذي أكل قلبك لأن الله قربه وأمرك بالسجود له
وربما كنت تتمنى أن يأمر الله آدم بالسجود لك لكثرة عبادتك!
فشكرا لأنك علمتني ضرر الحسد!
ــ شكرا إبليس لأني عرفت أن التعري هو أحد أكبر غاياتك وأهدافك لإغواء بني آدم!
(يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة
ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما!)
شكرا لأنك نبهتني أن نزع اللباس والحياء هو من أكبر وسائلك وأسلحتك لإخراجنا من الجنة!
قائمة الشكر تطول يا إبليس وعندي طلب أتمنى أن تلبيه لي...
ما رأيك أن نتفق على أمر سيكون فيه صالحك وصالحي؟
تتركني وشأني فأعبد الله ولا أذنب وبالتالي أدخل أنا الجنة بإذن الله
وتقل ذنوبك أنت
لأنه سيكون قد قل عدد من أغويت واحدا فيخف بذلك عذابك قليلا؟!
وما رأيك لو فعلت ذلك مع كل العباد فينجو الجميع؟
أليس من المنطقي أن تتخلى عن عنادك وتترك العباد وشأنهم وتستغفر الله
فننجو جميعا تنجو أنت وننجو نحن؟
أم إن عنادك أعماك عن كل شيء؟
وعلى أي حال فأنا أعلم أنك حتى لو تركتني وشأني فلن تنتهي معركتي
ففي داخلي عدو أقوى منك وأقدر على هلاكي،
هو نفسي التي بين جنبي!!
فأسأل الله العون على الأعداء في الداخل والخارج!!
[i][b][center]